#شعر | غنية سيليني: دنا من الضوء
فن وثقافةالآن يناير 6, 2024, 5:23 م 2375 مشاهدات 0
"يعرى به الصمت صوفيًّا ملامحه
تستوقف الليل، والنايات، والقمرا"
ضميرٌ يتعرى الصمت نقيًّا بما فيه من نزعة صوفية متكئة على استشفاف سرٍّ محجوب"الليل" ، وشجنٍ كصوت الناي ، وروح ٍصافية ٍ كضوء القمر.
الشاعرة الجزائرية المبدعة غنية سيليني تصافحنا بنص شعري رائع يستحق التوقف بعمق عند مدلولاته ومجازاته بما تنطوي عليه من صور مبهرة وسياقات مبتكرة:
يهسهس الغيمُ في أهداب من عبرا
ذكرى مجازٍ أراهُ استنفذ المطرا
لأنه الماءُ أفضى للوجودِ ندى
فكان للوردِ أن يحيا به قدرا
والعشبُ أقربُ في كفيه من مددٍ
نحو السماواتِ ينمو ظلُّه شجرا
وأسمعَ الطيرَ مشي الريح فالتفتتْ
له المسافاتُ.. من فينا الذي عبرا؟
والٱن يسألُ عنه البحرُ علَّ به
يشفى من الموجِ موجاً كلما نظرا
والملحُ جرحان لا يدري بأيهما
يهتز في الصدر دمعاً يشبه الوترا
يعرى به الصمتُ صوفيًّا ملامحه
تستوقف الليل، والنايات، والقمرا
له من الشمسِ أن يأتي بها وطنا
من القصائدِ والألحان والشُّعرا
أجلْ، سيخفي عن الأسماءِ حيرتَه
لأن حرفاً بكى، فاشتاق، فانتظرا
إذا تبسمَ ألقى نصفَ ما ارتعشت
له المعاني.. إلى شوقٍ قد انصهرا
والنارُ برد سلام ليس مثلهما
سوى الطواف لقلبٍ بالرؤى اعتمرا
للأصدقاءِ، لأهل الشعرِ من صدقوا
والوحيُ أصدق من أملى ومن خطرا
بابٌ إلى الله مفتوحٌ على دمه
فاكتظَّ قلبه بالجوريِّ وانتشرا
يطوي النداءاتِ في جنبيْه.. كان هنا
والأرض خلفه تُحيي الرّوح في الفُقَرا
دنا من الضوء طفلاً قال: أعرفه
فجاء نجماً فنجماً ريثما كبُرا..
تعليقات